رواية | ارتطامٌ لم يٌسمع له دويّ

رواية | ارتطامٌ لم يٌسمع له دويّ .
للكاتبة بثينة العيسى ..


أخذتني بثينة في رحلةٍ قصيرة ، مع " فرح " ، الشابة الكويتية النابغة التي ترشحت لمسابقة عالمية في علم الأحياء ، ذهبتْ ومعها حماسها و راية وطنها ، أرادت أن تفجّر المفاجأة الكُبرى بإثبات نفسها ورفع اسم وطنها ، ولكن كان بانتظارها مفاجأة ليست بالحسبان !

كان بانتظارها " ضاري " ، الشاب الذي قلب لها موازين حياتها في أسبوع واحد.
وارتطم بها ارتطاماً لم يُسمع له دويّ

ارتطمت " فرح " وارتطمتُ معها بواقعٍ مأساوي
بغيبوبةٍ نعيشُ بداخلها ونحن لانشعر ، بانفصام حادٍ يكاد يمحي هويّتنا

نُهين أنفسنا بأنفسنا ثم نلوم العالم على إهانتنا
نمحو هويتنا بأيدينا ثم نتسائل بمنتهى السذاجة لماذا لاينظر العالم لنا ؟

في الرواية تعرضت الكاتبة لمشكلتين ، المشكلة الأولى هو الانفصال عن الركب الحضاري العالمي من الناحية العلمية والحضارية .
"فرح" التي استعدت للمسابقة بالتهام كل مايقع أمامها من كتبٍ دراسية في علم الأحياء ، فوجئت بالصدمة الكبرى يوم الامتحان العمليّ ، فوجئت بأنها أضاعت وقتها في حفظ معلوماتٍ أكلها الصدأ ، وماأكثر ما أكله الصدأ في عالمنا العربي
في هذا الامتحان كان الارتطام الأول.
أما الارتطام الثاني فكان مع " ضاري "
"مأساة " البدون
وهذا الارتطام لا أرغب في الحديث عنه لأنه صُلب الرواية
يكفي عنوان الرواية ، إنه ارتطام بالفعل لم يُسمع له دويّ

الأسلوب واللغة من أعذب مايكون ، أنهيت الرواية في ساعتين تقريباً ، لم أندمج مع رواية بهذا الشكل منذ وقت طويل . ويجدر الإشارة إلى عبقرية العنوان وعبقرية أسماء الشخصيات أيضاً ، " فرح "التي تُنطق خطأً " فأرة " على ألسنة الأجانب، ولهذا دلالة رمزية سيفهمها من يقرأ الرواية ، و" ضاري " الاسم الرمزي أيضاً ، هذا الذكاء وفي أول رواية لبثينة ؟ ، لاشك أنها استحقت تقديم الكاتب الكبير " إسماعيل فهد إسماعيل " لها ولروايتها على غلاف الرواية الخلفي .

حسناً يا بثينة ، ها قد انتهى اللقاء ، ويا له من من لقاءٍ قصيرٍ ذو أثرٍ كبير .
في هذا اللقاء القصير تملّكتِ عقلي وقلبي بمنتهى السهولة ..


دمتم ب حُب ...

0 Comments