ذهب دون وداع اخير








لقد مضى عاماً ب اكمله يا جدي ، مضى بَ كامل تفاصيله ، بما يحمله من فرح وحزن من احلام تحققت واحلام اخرى سُلبت !

هاقد مضى عاماً منذ اخر مرة رأيتك فيها ، منذ اخر مرة قبلت يدك بها ، منذ اخر كوب قهوة تشاركناه واخر نسمات صباح قضيناها مع بعضنا ، منذ اخر حديث لنا واخر ليالي سهرناها سوياً ، مضى عاماً بَ أكلمه .

أتعلم يا جدي لقد كان هذا العام عاماً فارقنا في حياتي ، كان يجمع كُل الاضداد به!

فقد كان مليئ بالمسرات والهنا وملئ بالوجع والالم ، أُعطيت فيه الكثير ولكن خسارتي فيه كانت أعظم !

تغيرت حياتي في هذا العام كثيراً على الصعيدان ، فقد تحققت لي امنيات كثيره ، معظمها كان مستحيلاً ، وايضاً سُلب مني شيئاً عظيم .

ملئني الفراغ ياجدي ، الحنين والشوق الذي لم يغادرني ليلة ، منذ عامً وإلى هذه الليله وانا ابكيك شوقاً ، لم اعلم ان الانسان بقوته تهزمه لحظة حنين ، لم اعلم ان كلمة اشتياق ب َ امكانها ان تهدم القلب ، لم اعلم ان المسرات ستبقى بدون طعم او لون ، ستمر بَ القلب دون ان تبهجه .

في كل مرة تتحقق لي امنيه او تحدث لي مناسبة اود لو انني اعود لك حتى اشاركك ، حتى اخطف تلك الابتسامه الساحره التي طالماً اعتبرتها اغلى مكافئاتي .

جدي لا اعلم كيف مر هذا العام بهذه السرعه وبهذا الثقل ، اعلم ان حديثي لن يصلك كما انه لم يصلك من قبل ، كنت دائماً تفهم ما بداخلي من غير ان اتحدث ولكنك الان بعيد ، بعيد لدرجة انك لن تستطيع رؤية عيناي وما بداخلي ، بعيد لدرجة انك لن تستطيع ابهاجي بَ ضحكتك الهادئه ، بعيد لدرجة انني لن استطيع الهرب إليك من هذا العالم كما كنت افعل في كل مره.

لقد ذهبت ، تركتني ، تركت الشوق بداخلي يكبر والحزن يصبح اعمق ، في كل يوم تصبح الندبة التي في قلبي اعمق واكثر وجعاً ، اصبح الشوق يقتلني رويداً رويداً ، اريد ان نعود إلى ما كنا إليه ، ان اشتاق اليك فَ لا يفصلني عنك سواء بضع خطوات ، ان اشتاق إلى حديثك فَ لا تردعني الاوقات ، ان احن إلى ابتسامتك فَ لا اجتهد في سرقتها منك ، اشتاق إليك كثيراً ياجدي .

هاقد مضى عاماً ولكنه كان مهلكاً لقلبي.

جدي اصبحت استيقظ من نومي من فرط ما ابكيك في حلمي ، في كل مرة تزورني في حلمي كنت ارتمي في حضنك وابكي من شدة شوقي حتى استيقظ والدموع منهمرة على وسادتي .

جدي كيف لك ان تغيب هكذا ، دون وداع  
اخير .

0 Comments