يا أعظم خسائري في هذه الدُنيا ، ياجرحاً هشم القلب والروح وتركنا تائهين حائرين عاجزين لا نعلم مالذي يحدث او مالذي قد حدث .
لازلت أتذكر ذلك الصباح وتلك الساعات القاسيه وذلك العجز المميت وتلك الرجفة التي هزت قلبي ، لازلت أدرك كم أن الدنيا قد ماتت لحظتهاوليس جدي من مات .
يقولون اننا سنتخطى كل ذلك ، يقولون اننا سوف ننسى ونعيش كما سبق ، يقولون ان الاوقات كفيله بأن تنسينا وتخفف ألمنا ، لكنني لا ارىاياً مما يقولون لا نسيان ولا تخفيف.
إدراك وتصديق ذلك الخبر وأن جدي قد مات يعني بمجمله موت الأماكن و موت الأشياء وموت التفاصيل و موت الضحكات وموت الابتساماتوالسعاده والهنا ، حتى انها تعني موت الحياة ، وكيف تموت الحياة ونحن على قيدها !
جدي هو حجر الاساس في حياتنا ، جدي شاركنا كل الاشياء وكل التفاصيل من طفولتنا وحتى عمرنا هذا ، شاركنا كل اخفاقاتنا ونجاحاتنا، ضحكاتنا و احزاننا ، هو من ربانا هو من علمنا هو من اسعدنا هو من اضحكنا هو الذي لم يُبكينا يوماً ولم يرضى لأحد بذلك أيعقل أنيرضى إحزاننا الان !
حتى و أن تحدثت عن جدي فـ لن أصف شيئاً أبدا مما بداخلي فـ من ذا يستطيع استيعاب مكانة الجد بقلب حفيدته او لـ نكون أكثر دقة فـهو الأب الأول والحبيب والصديق والحياة بأكملها ، من ذا يستوعب تلك الحكايات والمواقف والضحكات والايام التي عشناها معاً وتشاركناهاسوياً .
بالأمس كنا نقلب الصور ، كنت انظر إلى صور جدي واتأمل ملامحه لم أشعر للحظة أنه ءمات ، لم اشعر للحظة أنني لن أستطيع سماع تلكالضحكة مرة اخرى لم اشعر بأنني لن أستطيع الذهاب معه إلى أي مكان ، لم يدرك قلبي حقيقة ماحدث بل لازال مؤمن بأن جدي هناكينتظرنا ونحنا أيضاً ننتظره ، سنعود يوماً لنلتقي ونكمل حياتنا كما كانت ، لازال قلبي عالقاً في كل تلك الأيام ولم يقدر على إدراك حقيقةغيابه الأبدي ، بل أنني أشعر ومؤمنه بأنني عندما أعود سيكون هناك بأنتظارنا كما اننا بأنتظار عودتنا له.
0 Comments