مرحباً يا أصدقاء ..
لقد اتيت لكي اتباها عليكم بهذا الإنجاز اللذيذ الذي بعث الفرحة في قلبي ورتبني كثيراً من الداخل ، لم اعلم ماسبب تلك الراحه العجيبه وتلك العافية التي استردها عندما اغرق بين الكتب .
هُنا تجربة ثرية ولطيفه ، الكتب رممت ما بداخلي ، اخذتني إلى إرجاء العالم ، ارتني ما يعيش به غيري ، شاركتني هموم ومجريات الغير حتى همست ذات مساء [ انني بخير ] .
منذ وقت طويل اردت ان ابدأ هذه التجربة الساحرة ولكن دائماً ماكانت تلاقي تلك الفكرة عبارات مُفزعة ، والحقيقه ان الوقت لم يكن قد حان وقتها ، ولكنني كنت قد فعلتها ذات يوم ، وكانت تجربة بسيطه اقيس بها مدى تحملي ومدى فعالية الفكرة وهل هناك اي فائدة تذكر ، قمت بعمل تجربة ( سبعة كتب في سبعة ايام ) ، شاركتكم آنذاك على حسابي في الانستا ، استمتعت جداً جداً بتلك الايام ، احببت شعور اللهفه والعودة إلى التهام الكتب في كل مره ، وقتها كنت مسافره ولم يمنعني سفري من ذلك ، بل كانت مدة الرحلة ٧ ايام فقلت هيا عزيزه لقد حان الوقت ، وفعلتها.
والان بعد ان مضى على تلك التجربة أكثر من عامين عدت في اخر يوم من سنة ٢٠٢١ ، في ذلك المساء بالتحديد كنت امام شاشة اللابتوب انهي عملي ، وهنالك عادة اعتدت عليها منذ وقت طويل والحق يقال انها كانت العادة المنقذة لي من ملل الساعات الطويله التي اقضيها امام الشاشه في العمل ، كنت استمع إلى دورة تدريبية وبعد ذلك جائني صوت اعرفه جيداً و الاغرب ان ذلك اللقاء اعلم تفاصيله جيداً ، لانني قد استمعت إليه مرتين فيما مضى ، ابتسمت بداخلي عندما بدأ ، كانت اخر مره استمتعت فيها إلى هذا اللقاء قبل سنة من الان ، فتلك الصدفه اسعدتني كثيراً ، استمريت في انجاز عملي وفي الاستمتاع لـ سماع اللقاء ، وهنالك داهمتني الفكرة التي ماتلبث أن تظهر في كل مرة استمع فيها إلى هذا اللقاء بالتحديد ، انتهيت من عملي ، وارحت راسي للخلف قليلاً لعلي بذلك اطرد ذلك الارهاق الذي يصاحبني بعد العمل لساعات طويله امام الجهاز ، عندما كنت استمع جيداً للقاء تبادر إلى ذهني علاقتي السيئه مع الكتب ، فذلك لم يكن اهمال مني او تقاعس إنما ( مُكرَه اخاك لا بطل ) ، تسألت ألن استطيع استراق ساعه من وقتي للقراءه !
اخذت اراجع ساعات يومي واقلبها بداخل عقلي ، ومن فكرة لاخرى ومن محاولة لمحاولة اخرى علها تنقذ الوضع الراهن ، تذكرت انني في عام ٢٠١٧ قمت بعمل اول ديتوكس الكتروني في حياتي ، بدأت تلمع الفكرة براسي ! لما لا ؟
ما أن عُدت للواقع حتى تبادر إلى سمعي الكلمات الاخيره من اللقاء ، اغلقت الشاشه واخذت الجوال بعد ان كنت قد وضعته بجانبي ، امسكته واخذت احذف البرامج واحداً تلو الاخر ، وكانت هذه اول محطة لتلك الرحلة المُدهشة التي تنتظرني ، بعد ان انتهيت من ذلك اغلقت الهاتف وتنفست بعمق ثم ذهب للنوم .
هل من الاصح أن أقول بدأ صباح سنتي الجديدة ام بدأ صباح تجربتي الجديده ، فجميعها بدايةُ رائعه مُرتقبه ، كنت سعيده جداً ، اخذت هاتفي وقبل اي مهمة في يومي بدأت بقراءة اول كتاب ، لم استطع اكماله حيث ان ساعات العمل قاربت على البدء ، ف أغلقت الهاتف على مضض وذهبت إلى امام الشاشه ولكني كنت مليئة بسعادة طفيفه تسللت لقلبي مع اول نسمات الصباح عندما تذكرت انني سأعيش بصحبة كتاب جديد كل يوم ، كنت ابدأ يومي بكتاب جديد وبعد ذلك تبدأ عملية استراق دقائق و لحظات من باقي اليوم لإكمال الكتاب ، تارة استرقها من وقت القهوة الذي اقضيه مع عائلتي وتارة من ساعه التمارين وتارة من اوقات البريك بين العمل ، والنصيب الاكبر كان لساعه النوم التي سرقتها برضاء تام و بوافر الحُب.
كانت ٣٠ يوماً من السعاده الداخليه ، حقيقة لم تكون ٣٠ كتاباً هي من رافقتني في هذه الايام انما كانت اكثر من ذلك بقليل ولكنني لم استطع ان اكمل بعضها ، كانت اثقل من اقسى عقاب ، ف اخفيتها على مضض ورحت إلى كتاب اخر ، حيث انني لم اكن من تلك الفئة التي اغبطهم على قدرتهم على اغلاق كتاب والانتقال إلى اخر ، لا اعلم مالسبب وراء هذا التمسك المميت الذي يصاحبني عندما اريد اغلاق كتاب دون اكمال اشعر بأنني اصبح محمله بالذنب لعدم اكماله ، الا انني هنا لم اكن استطيع المقاومة والتحمل اكثر فـ كنت انتقل إلى اخر دون مبالاه ، لذلك حصيلة هذا الشهر في الواقع ٣٠ كتاباً كامله و ١٠ كتب بقيت في منتصفها تنتظر العودة .
انتهى الشهر و لم اكون كما بدأته ، تنفست بعمق وخفة ، احببت ان اكمل في ذلك الديتوكس واكمل في هذه التجربة ، ربما بشكل اقل ولكن المهم هنا هو أن أبقى مع الكتب وان اسافر بين طياتها كثيراً فذلك ساعدني جداً في تجاوز ذلك الحزن الذي استوطن قلبي وحياتي.
هُنا قائمة الكتب المصاحبة لهذا الشهر مرتبة بحسب القراءة وليست بحسب التقييم ، اخترت كتب خفيفه نظراً لعدم تفرغي لساعات طويله خلال اليوم .
١- إذا وقعت في حب كاتبة .
٢- لكنود | إسلام جمال .
٣- مزرعة الحيوان | جورج أورويل .
٤- رسالة من مجهولة | ستيفان زفايغ.
٥- العالق في يوم أحد | عبدالله ناصر .
٦- حكاية السيد زومر | باتريك زوسكيند.
٧- النورس جوناثان ليفنجستون | ريتشارد باخ.
٨- مدينة الاقوياء | عمر آل عوضة.
٩- زوجة رجل اخر و زوج تحت السرير | دوستويفسكي .
١٠- من الظل | خوان خوسيه مياس .
١١- كنت أود أن اعرف هذا قبل ان اتزوج | جاري تشابمان.
١٢- نبوءات الجائعين | أيمن العتوم .
١٣- خذني إلى المسجد الاقصى | أيمن العتوم .
١٤- تأملات قصيرة جداً | أدهم شرقاوي .
١٥- أربع و عشرون ساعة من حياة امرأة | ستيفان زفايغ .
١٦- عزلة صاخبة جداً | بوهوميل هرابال .
١٧- سبع سنبلات | محمد إبراهيم .
١٨- العلاج بالقراءة | حسن آل حماده .
١٩- عصر الحب | نجيب محفوظ .
٢٠- ليل واحد في كل المدن | سنان أنطون .
٢١- لذة القراءة في ادب الرواية | أيمن الغزالي .
٢٢- كيف تكون كاتباً بارعاً | عبدالله ناصر الداوود.
٢٣- حبيبتي قارئة | غفران الحمد .
٢٤- رامي السهام | باولو كويلو .
٢٥- الحب الشرير | إبراهيم نصر الله .
٢٦- قلبي عليك حبيبتي | أيمن العتوم .
٢٧ - حذاء لكِ | يوكو أوغاوا .
٢٨- حفلة التفاهة | ميلان كونديرا .
٢٩- صندوق النذور | احمد سعيد سالم .
٣٠- مادونا صاحبة معطف الفرو | صباح الدين علي .
هذه كانت قائمة الكتب ، سيكون هناك تدوينة منفصله لتقييم الكتب ، ولكن ما اردت قوله وربما خانني التعبير عنه هنا هو [ ان استطعتم خوض هذه التجربة فلا تترددوا ابداً ، ستكون رحلة مُدهشة جداً جداً ، لن تكون ثقيلة انما سيكون لذلك اثر كبير عليكم ] .
دمتم بـ ود.
1 Comments
marvelous
ردحذف