November Third

الثالث من نوفمبر.

 


منذ ما يقارب الاربع وعشرون ساعه وانا احارب كل تلك المشاعر ، كل تلك الساعات وانا اخفي الحزن خلف زيف كبير من الضحكات خشيت ان يلمحها احدهم ، ظللت اهرب من اي لقاء ومن اي حديث ، شعرت بأنني سأهزم هزيمة عظيمة وستكون خسارتي فادحه . 


منذ اربع وعشرون ساعة مضت لم استطع ان اترجم مشاعري في عدة كلمات لا اعلم مالذي كنت اخشاه ، ولا اعلم لماذا كنت اهرب من ان اتحدث إلى صديق ، كنت اهرب من كل مايمكن ان يساعدني على التحدث ، ولكنه الليل ، وحده الليل يهيض كل تلك المشاعر الدفينه والمشاعر التي حاربنا كثيراً من اجل اخفائها ، منذ يبدأ الليل تبدأ في الظهور شيئاً فشيء ، لا تذهب ولا يخف اثرها تدريجياً بل انها على العكس تماماً ، تكبر اكثر فأكثر ..

 


وحده الموت يهشم القلب ، وحده الاشتياق لميت هو من يرميك في متاهة فلا تعود لصوابك ابداً ، اشتاق إلييييييه كثيراً ، كل ليله تمر بي اشتاق اكثر ، اشعر بأنني افتقد للفرح والبهجه التي كنت اتمتع بها منذ قبل ، حاولت كثيراً ان اتخذ خطوات جاده في سبيل التعافي ولكن لا امل في الشفاء ! 

فَكيف بنا بأن نحي من كان ميتاً؟

اشعر بأنني أنا من مُت وجدي من دفن ، أيعقل بأن يعيش الانسان ويشعر بأن كل شي بداخله وخارجه ميت ؟ 

يشعر وكأنه دمية لا روح فيها ولا حياة ، هكذا ما أشعر به أنا .



منذ اربع وعشرون ساعة مضت وانا غارقة في فيضان من الاشتياق ، اريد لوهلة واحدة فقط ان اراه ، ان ارتمي بحضنه ، ان اقبل كفيه كما كنت افعل من قبل ، ان اخبره بكل ما حصل ويحصل معي .

واعظم شيء اريده حقاً من جدي ان اشعر بالأمان ، فمنذ ان غاب وانا اشعر ان الامان قد ذهب معه ، اصبح الخوف من فقد عائلتي يداهمني في كل لحظة ، وبالوقت ذاته اصبحت اتجنب الاصحاب والاحباب ، اخشى ان اعيش لحظة سعيدة بصحبتهم فيسرقهم الموت بعدها واعود في هذه المتاهة من جديد .


دائماً الحروف بكل اللغات لاتسعفنا للافصاح عما يجول بَخاطرنا ، فمهما كان الانسان بارعاً في الكتابة وانتقاء الكلمات الا ان هناك ثغرة كبيرة عندما يتعلق الامر في ترجمة المشاعر العميقة الى كلمات ، لا الكلمات تسعفنا ولا دموعنا ولا حتى صرخات الوجع ، لا شي هنا يخفف وطأة هذا الفقد .

منذ سنة وثمانية اشهر وانا اختبئ في سريري كل ليلة و ابكيه ، يهزمني شوقي إليه ، ولكن لم تكن كل تلك الدموع في كل تلك الليالي تخفف عن مابداخلي ، لا شي هنا في هذا العالم استطاع ان يطمئن قلبي .

كان ملاذي الوحيد هو القران ، لا شيء غير القران اهرب إليه ، لا شيء يشعرني بالسكينه غيره ، اظل اقرأه علني استطيع ان اتنفس قليلاً ، ولا اقصد هنا التنفس الذي عهدناه ، انما تنفس المشاعر ، فعندما يقتحم الحزن صدرك تشعر بأنه لايمكن التنفس ، ولو استنشقت كل مايحمله هذا العالم من اكسجين ، تبقى طريحاً بين الموت والموت ، فالحياة قد فقدت منذ عام وثمانية اشهر. 

منذ اربع وعشرون ساعه وانا احارب وحدي كل تلك المشاعر ، وكل ذلك الحنين ، الحقيقه في هذا الفيضان الذي زلزل قلبي هو مايدعى بالفلاش باك لبرنامج السناب ، والذي اظهر لي فيديوهات كنت قد التقطتها منذ ما يقارب العامين ، يالروعتها ! 

كنا نتشارك الحديث ، بل اننا كنا في رغد من العيش ، كنا نضحك جميعاً ، حقاً كانت اياماً هنيئة .

منذ عام وبضعة اشهر غيرت جهازي المحمول ، ولأول مرة في حياتي لم أجرؤ على نقل وابل الصور والفيديوهات التي في هاتفي القديم لهاتفي الجديد ، كنت اعلم انني لن استطيع النظر إليها ، بقيت اتجنب النظر إليها دائماً ، حتى انني بقصد اغلقت هاتفي وكنت اتجنب فتحه مهما دعت الاسباب ، فلا سبب اكثر ايلام من ان اقلب في صوره او ان انظر لكل تلك المقاطع التي كنا مع بعضنا لبعض ، حينما كنا حقاً نحيا .

الان انا هنا اعيش ولكنني افتقد الحياة ، الحياة التي تعني ان تستشعر الفرح وتلتمس المشاعر والمسرات في كل ماحولك ، ليس كفراً بالنعمه ولا انكاراً لنعم الله ، لا والله ليس كل ذلك والله وحده يعلم انني ما كنت كذلك ولا اسعى لذلك ، الله وحده يعلم كم من المعارك التي اخوضها في اليوم والليله كي اعيش ، اجل لانني حاولت بكل ما وهبني الله من قوة بأن احيا كما كنت من قبل ولكنني فشلت .

من يعرفني جيداً يعرف انني منذ الصغر وانا لا اختار الا الفرح ، لم اكن لاي   سبب من الاسباب افصح عن حزني ، كنت دائماً اخبئ حزني بين اوراق مذكراتي وحدها مذكراتي تعلم حزني ولربما عائلتي في قليل من الاوقات . 

لست من تلك الفتيات الاتي يبكين على اكتاف الاخرين والحق يقال بأنني دائماً كنت اغبطهم على ذلك ، كنت اتمنى لو انني امتلك تلك القدرة في ان ابكي على كتف احدهم ، ولكن هناك شيء يمنعني من فعل ذلك .

واما الان وبعد عام وثمانية اشهر اصبحت لا اعرفني ، لم اعد عزيزة التي كانت منذ مايسبق العام والثمانية اشهر ، اشعر وكانني كنت اقف هناك في وسط قلعة عملاقة ، وذات صباح شعرت بثقل يحيط جسدي فتحت عيني لارى بأن تلك القلعة قد هدمت تماماً ، والمتهم في ذلك الموت ، وحده الموت من هدم القلعة ، لم يلحظ احدهم انني هناك تحت انقاض هذه القلعه ، لم اصرخ ابداً ولم ابكي ايضاً ، بقيت هناك فلم يعلم احد بوجودي ، كانت حرارة الشمس تحرقني في الصباح وما ان يأتي المساء حتى يفتك بي البرد ، يجمد الدم في عروقي .

هناك بقيت الطفلة تحت انقاض القلعة لا احد يعلم بوجودها ولم يهرع احدهم في انقاذها ، لم يكن هناك امان ولا مسكن ، لم يعد لتلك الطفلة قلعة تختبئ بداخلها ، وان كانت هناك قلعة اخرى هل يا ترى ستسطيع تلك الطفله ان تختبئ بداخلها ! الن يتملكها الخوف من ان تهدم ايضاً فوقها من جديد !

بَمناسبة ذكر قصة القلعة والطفله ، فالواجب هنا ان احدثكم عن هذا الامر منذ بدايته .



البداية ان طفلة كانت تعيش على غيمة في السماء هناك عالياً ، لم تنزل للأرض ابداً ولم تحلم بذلك حتى ، كانت بين الغيوم سعيدة ، وكأن خفة الغيوم وبياضها قد عكس ذاك عليها .

وذات يوم من ايام نوفمبر ، دعا جدها الله ان يغيثه بَالمطر ، سمعت عزيزه صوت جدها لأول مرة في تلك اللحظة ، كانت دعوة جدها صادقة حتى انها احدثت ما احدثت في تلك السماء ، وبَأمر من ربها اخذت الغيوم جميعاً تنهمر ، وكأنها كانت تتسابق كي تجيب نداء ذلك الشيخ الكبير ، حملتني احد قطرات المطر بداخلها ، وقعت ولكنني لم اقع على الأرض ابداً كما كان يحدث لكل تلك القطرات ، انما سقطت داخل قلب جدي ومنذ ذلك الوقت وانا هناك . 

اراد جدي كما يريد كل اب ان يبهج قلب طفلته ، فصنع لي قلعة كبيرة لم يكن لها مثيل ابداً في هذه الأرض ولم يكن لها شبية ايضاً بين تلك الغيوم التي كنت اعيش فيها  ، جلب في هذه القلعه من كل مايمكن ان يبهج قلب طفله وان يدعها تنعم بالبهجة والسلام ، لم تكن تعرف معنى للحزن ولا الخوف ، انما الحب وحده الحب ما كانت تشعر به ، هكذا كانت تعيش الطفله لم تشعر يوماً بشيء غير السعاده ، كانت دائماً تشعر بأن الله لا يحب احد سواها ، فلو كان كذلك كان ارسله بدلاً عنها ليسكن قلب جدها .

وهكذا عاشت عزيزه حياتها في قلب جدها ، وحده قلب جدها كان يكفيها عن كل هذا العالم ، لم تطمع في ان تسكن قلباً غيره .

إلى ان جاء ذلك الصباح ، الذي لم يكن كغيره ، عندما شعرت عزيزه بأن ثقل العالم كله يجثو فوقها ، لم تشعر في كل حياتها بَمثل هذا الثقل ابداً ، لم تعلم سبب ذلك حاولت جاهدة ان تفتح عينها علها تعرف السبب وليتها لم تفعل ذلك !

ما ان فتحت عينيها حتى رأت انقاض القلعه فوقها ، وهناك في الاعلى يقف الموت وبيديه روح جدها ، وكأنه يخبرها انه قد سرقها ، عله لم يعلم بأن سرقت تلك الروح تعني أن تهدم القلعة في لحظتها ، لعل الموت لم يكن يدرك كم من الاذى الذي خلفه بعده ، لعله ايضاً لم يعلم ان هناك طفلة تسكن بَداخل القلعة ، لربما لو علم الموت بذلك كان سيبقي لتلك الطفلة جدها او لربما كان اخذها مع جدها ، ولكنه قد فعلها .

كان قد اخذ روح جدي بعيدا عني ، وبقيت منذ تلك اللحظة وانا انظر للسماء ، اقاسي حرارة الشمس نهاراً و برودة و وحشة الليل مساءً  ، هكذا بدأت حياة عزيزه وهكذا اصبحت .. 

لم يكن احد ليعيش كما عاشت ولن سيستطيع احدهم ان يعيد لها قلعتها التي هدمت ، وحتى لو فعل احدهم ذلك ، فمن ذا سيستطيع ان يعيد لها جدها ! 

 


مرحبا يا أصدقاء ، 
اهلاً بكم في حجرتنا التي نجتمع فيها في كل عام مرة ، هاهي العودة السنوية لهذا النوع من التدوينات والذي يحتوي على انجازاتنا في مجال قراءة الكتب ، والحقيقة أن هذه التدوينة اتت متأخرة ٢٠ يوماً لاسباب كثيره غير حقيقيه . 

ها نحن في كل عام نضع لنا هدف ونسعى للوصول إليه ، نتحمس تارة و نتراخى تارة ، نتقاعس تارة اخرى و تارة نتسابق مع صفحات الكتاب ، هذه هي علاقتنا مع كتبنا خلال العام .

 نتشارك حديثنا عن معدل ما هضمنا من كتب وما عجزنا عن هضمه ، في كل عام يختلف الرقم الذي اضعه و ذلك بناء على ما امر به حينها ، في اعوام سابقه حققت الهدف واعوام حققت مادون الهدف واعوام قليله حققت ماهو أعلى من الهدف ، وفي كل الاعوام كنت سعيدة بما حققت . 


لا أخفيكم سراَ أنني في هذا العام عام ٢٠٢٢ وضعت هدف القراءة ( قراءة ١٠٠ كتاب ) و لكن الله هذا العام اخفى لي العديد من المفاجآت التي جعلتني اتباطئ قليلاً في المضي نحو هدف الـ ١٠٠ كتاب ، و كان للسفر نصيب اخر ، كل تلك كانت دون تحقيقي لهدفي و الصدق انني كنت استطيع لو انني اخترت الهرب في كل مرة ولكن الاكيد ان في ذلك الخير الكثير .. 

في حقيقة الامر لو انني قد اخترت رقماً اقل لكنت حققت الهدف بكل بساطه ولكنني دائما اختار العدد الاعلى لسبب وجيه وهو لو أنني وفقت وحققت العدد فقد أكون قد حققت اعلى اهدافي وان تقاعست وحالت بيننا الظروف كما حصل في بعض الاعوام فأكون حينها قد حققت عدد لاباس به ، لذلك دائماً اكون سعيدة وممتنه لكل ما احققه في كل عام ، دون ان اشعر بتأنيب ضمير .

هنا قائمة بالكتب مرتبة حسب قراءتها وليس حسب تقييمها ، وأعود لأقول ما اعتدت ان اقوله في كل عام 

"* ايها الاصدقاء دعونا نذكر بعضنا لبعض ان التقييم مبني على رأي شخصي ولا يعني التقييم العالي ان الكتاب مُبهر ولا التقييم المنخفض ان الكتاب سيئ ، بل يعني أنه قد وافق مزاج القاريء ذلك الوقت من الزمان و من الممكن لو أن نفس القارئ قرأ نفس الكتاب في وقت اخر وبظروف اخرى لاختلف التقييم ، لذلك التقييم مجرد رأي "

يبدو بأنني قد نسيت ان اذكر عدد ما قرأت هذا العام ، فيبدو بأن حماس الحديث انساني ، فدعوني اخبركم بأنني قد انتهيت هذه السنه بمعدل ٤١ كتاباً ، وهنالك ايضاً عدد لاباس به من الكتب التي قمت بإعادة قراتها من اعوام سابقه لذلك لم اضمها للقائمة ، وهناك مايقارب الـخمسة عشر كتاباً بقي بعضها في منتصفها والكثير منها في اجزائها الاخيره لذلك ايضاً لم اضمها هاهنا ابداً ، بل كتبت ما اتمتت قرائته فقط دون اعادة او نقصان ، هيا بنا الان نبدأ في قائمة الكتب. 

١- إذا وقعت في حب كاتبة | ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

٢- لكنود  ، إسلام جمال | ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

٣- مزرعة الحيوان . جورج أورويل | ⭐️⭐️

٤- رسالة من مجهولة . ستيفان زفايغ | ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

٥- العالق في يوم أحد . عبدالله ناصر 

٦- حكاية السيد زومر . باتريك زوسكيند | ⭐️⭐️

٧- النورس جوناثان ليفنجستون . ريتشارد باخ | ⭐️⭐️

٨- مدينة الأقوياء . عمر آل عوضة 

٩- زوجة رجل اخر وزوج تحت السرير . دوستويفسكي | ⭐️⭐️

١٠- من الظل . خوان خوسيه مياس | ⭐️⭐️ 

١١- كنت أود أن أعرف هذا قبل أن أتزوج . جاري تشابمان | ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

١٢- نبوءات الجائعين . أيمن العتوم | ⭐️⭐️

١٣- خذني إلى المسجد الأقصى . أيمن العتوم | ⭐️⭐️

١٤- تأملات قصيرة جداً . أدهم شرقاوي 

١٥- أربع و عشرون ساعة من حياة امرأة . ستيفان زفايغ | ⭐️⭐️⭐️⭐️

١٦- عزلة صاخبة جداً . بوهوميل هرابال | ⭐️⭐️

١٧- سبع سنبلات . محمد إبراهيم | ⭐️⭐️

١٨- العلاج بالقران . حسن آل حمادة | ⭐️

١٩- عصر الحب . نجيب محفوظ | ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

٢٠- ليل واحد في كل المدن . سنان أنطون 

٢١- لذة القراءة في أدب الرواية . أيمن غزالي |⭐️

٢٢- كيف تكون كاتباً بارعاً . عبدالله ناصر الداوود | ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

٢٣- حبيبتي قارئة . غفران الحمد 

٢٤- رامي السهام . باولو كويلو | ⭐️⭐️

٢٥-الحب شرير  . إبراهيم نصر الله | ⭐️

٢٦- قلبي عليكِ حبيبتي . أيمن العتوم | ⭐️

٢٧- حذاء لكِ . يوكو أوغاوا  | ⭐️⭐️⭐️

٢٨- حفلة التفاهة . ميلان كونديرا  | ⭐️

٢٩-صندوق النذور . احمد سعيد سالم  

٣٠- مادونا صاحبة معطف الفرو . صباح الدين علي  | ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

٣١- أثر الفراشة . محمود درويش  | ⭐️

٣٢- القوة في داخلك . لويز ل.هاي | ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

٣٣- البنتُ التي لا تحبُّ اسمها . أليف شافاك  | ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

٣٤- الدجاجة التي حلمت بالطيران . صن- مي هوانغ | ⭐️⭐️⭐️

٣٥- السلام عليك ياصاحبي . ادهم شرقاوي  | ⭐️⭐️⭐️⭐️

٣٦- أسرار عقل المليونير . هارف إيكر | ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

٣٧- عام من زيادة الثراء . نابليون هيل  | ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

٣٨- الحب فوق هضبة الهرم . نجيب محفوظ | ⭐️⭐️ 

٣٩- رسائل ماقبل الانتحار . إسماعيل عرفه  | ⭐️⭐️

٤٠- هل ستكون هنا ؟| غيوم ميسو  | ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

٤١- حجر الصبر . عتيق رحيمي | ⭐️⭐️ 

كان هذا هو ماقرات في هذا العام المنصرم ، ولكن كما ذكرت سابقاً بأن حقيقة الامر ان هناك عدد اكثر بكثير من الكتب ولكن لم يكن من نصيبها ان اتم قراءة كامل الكتاب لذلك من باب احقاق الحق والعدل فلم اضمهم لهذه القائمة طالما هناك بعض الصفحات لم تقرأ. 

قبل ان اختم هذه التدوينة احببت ان اشارككم سراً صغيراً لاحظته اثناء كتابتي لهذه التدوينة من حيث تقييمي للكتب ، لاحظت انني ما ان انتهي من كتاب جيد واخذ بأخر حتى يقع على عاتق هذا الاخر ان يكون في مستوى الذي قبله وإلا فأنه سيلاقي تقييماً اقل بكثير ، واعتقد بأنني بذلك اصبحت اشبه تلك الام التي تطلب من كل اطفالها أن يكونوا كأخيهم ذا الصفات التي راقت لها متناسية بذلك ان لكن منهم مواهبه وشخصيته وانا على مايبدو بأنني قد أكون أجحفت قليلاًً في حقهم عندما طالبت بأن يكونوا كالبقيه في اعلى المراتب. 

وبذلك السر نختتم هذه التدوينة السنوية لنغلق باب هذه الحجرة جيداً حتى عامنا المقبل بإذن الله ، ولكن قبل ان تغادرو حدثوني عن رحلتكم هذا العام مع الكتب ؟



 مرحباً يا اصدقاء ، انني هنا من جديد  بعد انقطاع لا مُبرر له او لربما هناك الف مبرر ، وقد يكون ابسطها واعمقها انني قد اصبت بعجز في ترجمة مابداخلي ، وكأن برنامج تحويل المشاعر لكلمات قد اعلن توقفه المفاجئ اثر اصابته بجهدً عالي يفوق قدرته على الترجمة فترك مقعدة و هرع مهرولاً بأقصى سرعته حتى توارى عن الانظار و هكذا بقيت من خلفه انظر في فراغ لا نهاية له . 

مالذي حل بي ؟ 

الاجابة الاكثر دقة هيا " الكثير الكثير " واقصد بذلك الجانبين الايجابي والسلبي ، في هذه السنتين اراد الله لي ان تقر عيني بـ أمنيات كثيرة لطالماً كنت اكتبها في قائمة امنياتي في بداية كل سنة ميلادية وايضاً هجرية

 ( أجل ايها الاصدقاء ، لا اعلم لماذا ولكنني احب دائماً ان اضع خطط في بداية السنة الميلادية و ايضاً الهجرية ، لربما كان المعنى والمغزى أن يكون هناك مخرج طوارئ او مايدعي الخطة "ب" نستند إليها عندما تخذلنا الخطة " أ " ) على العموم لنعد لما بدأنا به ، اجل يا اصدقاء لقد حققت بحمد من الله اهدافناً كثيراً و الاجمل من هذا كله تلك الامنيات التي كنت اراها بعيدة و مستحيلة لكنني ادركت الان ان لاشي في هذه الارض مستحيل على الله ولكن يبقى السؤال ماذا قدمت حتى تستحق ؟ 

اتذكر جيداً انني في بداية عام ٢٠٢٢ ،عندما اعتزلت من حولي لساعات بسيطة اردت بها ان ارتب نفسي من الداخل قبل ان ارتب اهدافي ، وما ان امسكت الورقة حتى شرعت كما في كل مرة بكتابة وابل من الامنيات والاهداف والرغبات من ابسطها حتى اعظمها ، ومن المعنوية وحتى نصل للمادية ، جميعها حصرتها في بضعة اوراق و حشرتها في عدة اسطر وكأنني ارتبها فوق بعضها في حقيبة سفر حتى ارسلها دون اي اعتبار لمساحتها ولا لحجمها ، فقط اردتها ان تسافر وتأتي دون نقصان وكنت وانا ارتبها واضعها فوق بعضها وأحشوها دون انسانية في وضع مسافة بين بعضها لبعض او على الاقل احترام خصوصيتها كنت بداخلي اعدها انها ما ان تصل حتى ادللها واضع كلاً منها في مكان مريح تستطيع فيه ان تنسى وعثاء السفر ، ولكن ماحدث لاحقاً لم يكن كذلك . 

انتهيت بعد عدة دقائق ولربما تلك الدقائق لو جمعتها في حقيبة الزمن كما فعلت مع الامنيات والاهداف لربما اغلقت الساعة او الساعتين ولكن لتخفيف وطأة الصدمة عليها ادعوها بعدة دقائق حتى لا اشعر بثقل المسؤولية في انني اخذت منهم اكثر من اللازم .

اغلقت القلم واخذت اتنفس تنفس الصعداء كمن كان يجري في مارثون بأقصى سرعته وما ان وصل حتى ايقن ان لاسباق ولا متسابقين هو فقط من كان يركض في هذا الظلام وحده ، نظرت وكأنني اهدي من روعي بعد كل تلك الدقائق في الكتابة والعصف العاطفي قبل الذهني لاستحضار جميع امنياتي حتى تلك التي بقيت منذ الطفولة لم اكن استطيع ان اتجاهلها فحملتها معي في كل سنة اكبر فيها وكأنني بذلك اقدم معروفاً اسدد به معروفاً قديماً بقي من طفولتي . 

بنظرة حيرة او ارتباك لا اعلم حقيقة تلك النظرة ولكن ما اتذكره جيداً ذلك التساؤل الذي تسلل داخلي وكأنه لص دخل خفية في الظلام كي يسرق ما جمعت من امنيات واهداف ، كان مفاده

 " ماذا قدمت كي تستحقي كل ذلك ؟" 

بقي يعاد ويعاد في داخلي حتى شعرت بأن العالم اجمع يصرخون في نفس اللحظة بنفس هذا السؤال ، شعرة برعشة خوف تملكت جسدي ، وكأنني في ساحة الاعدام وان لم يقدم احدهم كلمة السماح فأن القصاص سيتم ، ولكنني هنا كنت انا جميعهم ، اجل قد كنت احاكم نفسي بصرامة غير مبرره وفي الوقت نفسه انتظر كلمة العفو التي قد تصدر مني لي لتعفو عني من اتمام القصاص ، ولكن ماذا كانت الجريمة التي صدر بحقها ذلك الحكم ! 

على الاغلب لا قضية هنا . 

اغلقت الدفتر تلك الليله وشعرت بأنني قد اغلقت نافذة تأتي منها عاصفة قوية تكاد تفسد كل ما بالداخل ، وهرعت مهرولة للفراش وهذا ما اعتدت ان افعله دائما ، ان اكتب ثم اهرع بكل ما املك من قوة للفراش لكي اختبئ و لانني وللاسف اكون بعد الكتابة كمريض استلقى تحت جهاز اشعة أكس يستطيع الجميع رؤية ما يخفية من عظام بداخل جسدة ولكن الفرق هنا انه بإمكان اي احد يراني في تلك اللحظة ان يرى مشاعري ويرى عزيزه وهي في اضعف حالاتها . 

 لأنه حينها سيراني وقد تعريت من كل تلك الجدران والحصون التي كنت ولازلت اضعها بين مشاعري وبين العالم اجمع وهذا وحده هو ماجعلني منذ كنت في الصف السادس وانا اكتب في مذكراتي بشكل مستمر عبر كل تلك السنين .  

لم تنتهي الليله بالهرب انما في حقيقة الامر كانت قد بدأت

 ضللت اقلب السؤال يميناً ويساراً ، و يالها من خصلة ورثتها من جدي وهي انني ما ان اشغل فكري بشي حتى ابقى ساهرة كل الليل دون ان تغفو عيني ابداً ، تارة اجيب وتارة احتج على اجابتي ، الم اقل لكم من قبل بأنني انا الضحية والحاكم في الان ذاته ، وهكذا امضيت ليلتي ، ولكن مايهم هنا حقاً هل بعد هذه الليله توصلتي لجواب ؟ 

الحقيقة التي لم اتمنى انها كانت حقيقة هي انني لم اصل لاي اجابة . 

وبدات يومي ككل يوم اركض في هذه الدنيا انجز ما استطيع انجازه واعمل مايطلب مني على اتم وجه تارة دون نقصان وتارة ببعض النقصان وبعض الوقت كنت استسلم لرغبتي في الانسحاب وتأمل السحب وهي تمضي وكأن لاشي يعنيني في هذه الارض سواء مطالعة السماء . 

مرت الايام وبدات أشعر بغرابة تجتاح تفكيري ومشاعري وحتى تأملاتي ، للحظة صعقت من هول الشعور وايضاً عندما اصبحت ابحث في كل شيء عن سبب لهذا الذي يحدث بداخلي فليس من المعقول ان يحدث كل هذا دون اي سبب !

 وفجأة شعرت بأن صدى ذلك السؤال يعاد من جديد ، لحظتها فقط ادركت بأنني لم اجد جواباً شافياً تلك الليله ولكن يبدو بأن السؤال قد اختبئ بداخلي دون أن أشعر بذلك و اخذ يتسلل بكل هدوء وبراعة من خلية لخلية ليخبرها عن قصته ويدافع عن نفسه امامها حتى اقنع بعضها فطاوعته واخذت تسانده في عمله حتى اصبحت اشعر بهم وبمخططاتهم التي لم استطع ان اصنفها تحت اي بند ، هل هي مخططات معاديه او مخططات تصب في مصلحتي ولكنني اجزمت في اخر لحظة بأنها تصب في صالحي وحقيقة الامر انني لاحقاً تسائلت هل كان ذلك حقاً هو الحقيقه ام انه تاثير تلك الحرب الداخليه حيث انها استطاعت ان تاخذ بضع من خلايا عقلي لصفها وتجعلها تعمل لصالحها ، ولكنني بالاخير استسلمت وقررت بأنني سأجرب فـ لا مانع من ذلك ؟ 


أخذت تلك الاوراق التي قد كتبت بها امنياتي واهدافي قبل ايام طويلة او لربما ايضاً انني شعرت بأنها طويلة لا أعلم حقاً ذلك، واخذت اقرأها واحدة تلو الاخرى حتى انهيتها ثم توقفت و تأملتها و من ثم عدت من جديد لأعلى القائمة و بدأت بقراءة اول امنية كتبتها ، ثم تسائلت

 " ماذا قدمت حتى استحق أن تقر عيني بها؟"

 وبقيت تلك الليله ايضاً ساهرهً في مطالعة تلك الاوراق و كنت اقرأ احدها تلو الاخر واتوقف بعد كل واحد منها واسأل نفس السؤال . 

لم يكن هلع التساؤل يجتاحني بالدرجة نفسها في كل امنية او هدف بل كانت يختلف باختلاف ماقد كتبت في ذلك السطر ، وهكذا مضى الليل و انقضى و بدأت ملامح الصباح تظهر باستحياء وكأنها تخجل وتنتظر أن نلتفت لها ونرحب بها حتى تظهر بكل تباهي . 

ولكن ذلك الصباح لم تشرق الشمس في الخارج فقط ولكنها كانت تشرق بداخلي ايضاً وكأن ماقمت به كل تلك الليله اتى بثماره بشكل سريع جداً .

 اختلفت كل مشاعري تلك الليله ، ولربما استطيع ان اترجمها لكم لاحقاً في كلمات عندما استطيع ان ابرع في ذلك ولكنني اصبحت منذ تلك اللحظة وانا افعل الشيئ واقول بداخلي "هاقد قدمت لكي استحق " و لربما اصبحت اعمد لفعل الاكثر والاكثر بكل حُب وامتنان وانا اهمس بداخلي " يالله ها أنا اقدم لكي استحق" 

ويا له من رب كريم ، كيف يعطيك حتى يخجلك ، فتصبح تائهاً في بحراً من النعم وتنظر إليها بتسائل اخر مفاده

" يارب ، كم عمراً سأحتاج كي استطيع شكرك فيه على كل هذا ! "

رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

Categories

  • أُسلوب حَياة 5
  • أنا و جدي 3
  • تَجارِبُ 3
  • تحسين جودة الحياة 11
  • تفسير آية 7
  • كُتُب 50
  • كُتب العام 6
  • مُسودّة 1

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Follow Us

  • Telegram
  • instagram

بحث هذه المدونة الإلكترونية

Archive

  • ▼  2023 (3)
    • ▼  فبراير 2023 (1)
      • لا شي هنا يخفف وطأة هذا الفقد
    • ◄  يناير 2023 (2)
      • ما قرأت في سنة ألفين و اثنين وعشرين
      • ماذا قدمت حتى تستحق ؟
  • ◄  2022 (5)
    • ◄  أبريل 2022 (1)
    • ◄  فبراير 2022 (2)
    • ◄  يناير 2022 (2)
  • ◄  2021 (6)
    • ◄  يونيو 2021 (2)
    • ◄  مارس 2021 (1)
    • ◄  فبراير 2021 (1)
    • ◄  يناير 2021 (2)
  • ◄  2020 (11)
    • ◄  ديسمبر 2020 (3)
    • ◄  أكتوبر 2020 (1)
    • ◄  سبتمبر 2020 (3)
    • ◄  يوليو 2020 (3)
    • ◄  يناير 2020 (1)
  • ◄  2019 (39)
    • ◄  ديسمبر 2019 (1)
    • ◄  أغسطس 2019 (1)
    • ◄  يونيو 2019 (23)
    • ◄  مايو 2019 (1)
    • ◄  فبراير 2019 (11)
    • ◄  يناير 2019 (2)
  • ◄  2018 (9)
    • ◄  ديسمبر 2018 (1)
    • ◄  نوفمبر 2018 (3)
    • ◄  أبريل 2018 (1)
    • ◄  فبراير 2018 (1)
    • ◄  يناير 2018 (3)
  • ◄  2017 (6)
    • ◄  أبريل 2017 (1)
    • ◄  مارس 2017 (1)
    • ◄  يناير 2017 (4)
  • ◄  2016 (5)
    • ◄  نوفمبر 2016 (5)

Follow Me On Instagram

POPULAR POSTS

  • أنواع الإنجاز
  • كتاب | فن اللامبالاة
  • أهداف لـ عام ١٤٤٢ هـ
  • رواية | شجَرتي شجَرة البرتقال الرائعة
  • لغات الحُب الخمس
  • ما قرأت في سنة ألفين و واحد وعشرين
  • لقد فعلتها | ٣٠ كتاباً لـ ٣٠ يوماً.
  • رواية | بذلة الغوص والفراشة
  • رواية | أرجوك أعتن بأمي
  • ذهب دون وداع اخير

About me

recent posts

Flickr Images

Facebook

Sponsor

Popular Posts

  • كتاب | فن اللامبالاة
  • أنواع الإنجاز
  • كتاب | قواعد الصحة الجديدة
  • مُعجِزة الصَّبَاح | the MIRACLE MORNING

Trending Articles

  • أنواع الإنجاز
  • كتاب | فن اللامبالاة
  • أهداف لـ عام ١٤٤٢ هـ
  • رواية | شجَرتي شجَرة البرتقال الرائعة

Designed by OddThemes | Distributed by Gooyaabi Templates